إسرائيل تهدد بضرب سيناء.

نسبت تقارير صحفية صادرة في لندن إلى مصادر عسكرية إسرائيلية وصفت بأنّها رفيعة المستوى، أن أربعين عاما من الهدوء على جبهة سيناء، تشارف على الانتهاء، أو هي تنتهي عمليًا في ظل ما وصفتها بالفوضى الجهاديّة، التي لا تجد من يستطيع كبحها في غياب رادع دولي، وتصاعد عمليات إطلاق النار والصواريخ وتزايدها، وردود الفعل الإسرائيليّة تجاه مطلقيها.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن المصادر ـ التي لم تسمها ـ أن "الوضع الناشئ هناك (أي في شبه جزيرة سيناء) ينذر بما هو أعقد، نظرًا لتداخل المهام الأمنية بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، حيث لا يجري التعرض لأمن الدولة العبريّة فقط، إنّما يستهدف الأمن القومي المصري".
وأشارت المصادر إلى أنّ هناك مؤشرات عدة على إمكانيّة المراوحة أو المزاوجة، بين مضي شهر العسل بين تل أبيب والقاهرة نحو مزيد من الارتباط، أو التباعد أو الافتراق بين أهداف الأمن القومي لكليهما، بعد مزاعم عن انعكاس إيجابي في العلاقات الدبلوماسيّة بينهما، وهو ما يصبّ في مصلحة الأولى من خلال منع الثانيّة لعمليات تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة.
ورأى محلل شؤون الشرق الأوسط آفي يسخاروف، أنّه منذ أنْ وضعت عملية (عمود السحاب) أوزارها في نوفمبر من العام الماضي، لم تتمكّن المقاومة الفلسطينية من إدخال صواريخ بعيدة المدى إلى قطاع غزّة، ومع ذلك فقد عادت الحدود المصرية لتتحول شيئًا فشيئًا إلى حدود معاديّة، والتقديرات الحالية تشير أنها على درجة كبيرة من الخطورة، على حد وصفه.
في سياق ذي صلة، حذّرت مصادر أمنيّة رفيعة جدًا في تل أبيب ـ وفق المحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة "هاآرتس" العبريّة، عاموس هارئيل ـ من أنّ ما أسمته "الإرهابيّ المصريّ الجديد الذي يقوم بتنفيذ العمليات ضدّ الأهداف الإسرائيليّة هو خارج عن النمط المعتاد، الذي ترسمه دائمًا المخابرات في الدولة العبريّة".
وأكدت أنّ منفذي العمليات الجدد، هم ليسوا من البدو الذين يسكنون في شبه جزيرة سيناء، إنّما من عائلات ميسورة، مدللة بأنّ من قام بتنفيذ العملية الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل أحد جنود الاحتلال، كانا شابين تخرجا من كلية الآداب ولم يشك أحد بأنهما يؤيدان الجهاد الإسلامي.
وكتب المحلل الإسرائيلي أنّ هذه هي صورة ما نعته بالإرهابي المصرّي الذي ستضطر المخابرات المصريّة والجيش الإسرائيليّ التعامل معه، على حد تعبيره.