مسيرات مؤيدة لمرسي ومبادرة للمصالحة

واصل المؤيدون للرئيس المصري المعزول محمد مرسي احتشادهم بميدان رابعة العدوية في القاهرة، وخرجوا في مسيرات بعدد من المحافظات المصرية للمطالبة بعودة مرسي ورفض ما يصفونه بالانقلاب على الشرعية. وأدى المعتصمون بميدان رابعة العدوية صلاة التراويح وقاموا بتنظيم سحور جماعي، في ظل تواجد عدد من العائلات بكامل أفرادها في الميدان، وأوضح أنهم كانوا محملين بأمتعتهم في استعداد منهم للبقاء مدة طويلة في الميدان. وأوضح مصدر أن المشاركين في الاعتصام هتفوا بعودة الرئيس المعزول، وطالبوا بمحاكمة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وأكدوا رفضهم لما سموه الانقلاب العسكري على الشرعية. وفي الإسكندرية نظمت جماعة الإخوان المسلمين مسيرة لتأييد مرسي، ورفع المشاركون في الفعالية الاحتجاجية صور مرسي، ولافتات تعبر عن مطالبهم واحتجاجهم وتؤكد شرعية الرئيس المعزول. كما نددوا بأحداث العنف التي وقعت أمام دار الحرس الجمهوري بالقاهرة وراح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين، مطالبين بالتحقيق في الواقعة. وواصل عدد من أنصار ومؤيدي الرئيس المعزول تظاهراتهم في ميدان الساعة وسط مدينة قنا لدعم مرسي، وانضم للتظاهرات أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وأنصار مرسي من مختلف مدن ومراكز المحافظة. ونظم مؤيدون لمرسي وقفة تأييد له في مدينة المنصورة، كما شارك مؤيدون ولليوم السادس على التوالي بمسيرات بالفيوم، وانطلقت مسيرات عقب صلاة العصر من بعض مساجد مدينة الفيوم، للتنديد بعزل الرئيس محمد مرسي وأحداث الحرس الجمهوري. وطالب المشاركون بعودة الرئيس المعزول، ورددوا هتافات ورفعوا لافتات تشير إلى مطالبهم، كما رفعوا صور خمسة من أبناء الفيوم الذين قتلوا في أحداث الحرس الجمهوري. ودعا إلى مظاهرات الأمس التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر، وذلك بعد يوم واحد من سقوط عشرات القتلى من مؤيدي مرسي أمام دار الحرس الجمهوري بالقاهرة فجر الاثنين. ويقول مؤيدو مرسي إنهم لن يغادروا ميدان رابعة العدوية وساحات الاعتصام الأخرى في عدة محافظات قبل إعادته إلى منصبه. في المقابل أدى عدد من المعارضين للرئيس المعزول صلاة التراويح بميدان التحرير في القاهرة، وكان من بينهم عدد كبير من السيدات، وذلك في ظل حماية اللجان الشعبية التي حمل أعضاؤها لافتات كتب عليها "لا للإرهاب". وكان المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية وشباب الأحزاب والجبهات الشعبية بالتنسيق مع اللجان الشعبية وشباب الثورة قد دعا لإقامة صلاة التراويح بميدان التحرير. وفي المنصورة شارك عدد من أعضاء القوى والحركات والائتلافات السياسية المدنية مساء الثلاثاء في مظاهرة بميدان السادس من أكتوبر للتنديد بجماعة الإخوان المسلمين. من جهة أخرى، بدأ رئيس الوزراء المكلف في مصر حازم الببلاوي الأربعاء مشاوراته لتشكيل فريقه الحكومي، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إنه سيعرض حقائب وزارية على جماعة الإخوان المسلمين، وجاء ذلك فيما أطلقت الرئاسة المصرية مبادرة للمصالحة الوطنية تحت شعار "شعب واحد". ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث باسم الرئاسة أحمد المسلماني قوله إن بعض الحقائب في الحكومة ستعرض على حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين. وقال الببلاوي للوكالة إنه سيبدأ صباح اليوم مشاوراته لتشكيل فريقه الحكومي، وأوضح أنه يأمل أن يتم الانتهاء سريعا من ذلك، وأشار إلى أنه لا يستطيع تحديد موعد نهائي لاستكمال تشكيلة الحكومة. وكان رئيس الدولة المؤقت عدلي منصور كلف الببلاوي برئاسة الوزراء، وعين المنسق العام لجبهة الإنقاذ محمد البرادعي نائبا لرئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية. وكان الببلاوي وزيرا للمالية بين يوليو/تموز 2011 وديسمبر/كانون الأول 2011 في الحكومة التي ترأسها عصام شرف بعد بضعة أشهر من إسقاط الرئيس الأسبق حسني مبارك. من جانب آخر، دعت الرئاسة المؤقتة الشعب المصري إلى العمل لإنجاز مصالحة وطنية شاملة. وناشدت الرئاسة في بيان وجهته مساء أمس تحت عنوان "شعب واحد" بمناسبة حلول شهر رمضان الجميع بالتوجه إلى مبادرة شاملة لحقن الدماء ورأب الصدع وعودة الوفاق. وأوضح البيان أن الرئاسة ستشرع في وضع الإطار العام للمصالحة الوطنية وخريطة مستقبل إلى السلم المجتمعي، ووجهت الدعوة للأطراف المختلفة للقاء مشترك في غضون الأسبوع الأول من شهر رمضان، حيث يبدأ اجتماع أولي من أجل حقن الدماء. وثمنت الرئاسة جهود الأزهر وشيخه أحمد الطيب وغيرها من الجهود الهادفة لإنجاز المصالحة، وأوضحت أنها ترعى كل الجهود المتعلقة بتحقيق المصالحة، وخلق قاعدة للتعايش الدائم والسلم المجتمعي. -