X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/03/2024 |    (توقيت القدس)

من وحي الهجرة – بقلم : مفلح أبو جابر

من : هلال بدير
نشر : 24/10/2014 - 20:15

من وحي الهجرة – بقلم : مفلح أبو جابر

يقول الرافعيّ – رحمه الله – في كتابه وحي القلم ، متطرّقا للهجرة النبويّة المباركة ما يلي :

"حتّى إذا كانت الهجرة من بعد، فانتقل الرسول- صلى الّله عليه وسلّم- إلى المدينة، بدأت الدنيا تتقلقل، كأنّما مرّ بقدمه على مركزها فحرّكها، وكانت خطواته في هجرته تخطّ في الأرض، ومعانيها تخطّ في التاريخ، وكانت المسافة بين مكّة والمدينة، ومعناها بين المشرق والمغرب"

لا أدري لماذا فرضت هذه الكلمات القليلة العدد العظيمة المعنى نفسها عليّ بهذا الشكل الغريب، لا أبالغ إذا قلت إنّي قد قرأتها أكثر من مائة مرّة منذ أن وقعت عيناي عليها، وفي كلّ مرّة أجد فيها شعورا غريبا ومعاني جديدة، تتجدّد مع كل قراءة لهذه الكلمات.

 هل تمدّد الرافعيّ عبر التاريخ إلى الوراء، فجعل ينظر إلى الرسول – صلى الله عليه وسلّم- وصاحبه، وهما يطويان الأرض في تلك الصحراء الخالية من كلّ شيء سواهما؟!              أم أنّه حدس الكاتب الصادق الّذي يرى الأحداث تتحرّك من وراء الكلمات ؟

إنّنا لو نظرنا بتعمّق وسكينة في هذه الكلمات لرأيناها تتحرّك مهاجرة مع رسول الله، فقدَمُ الرسول الّذي مرّ به على مركز الدنيا فحرّكه في الاتّجاه الصحيح، وخطواته الّتي نراها تتقدّم بكل ثقة وطمأنينة، وكأنّما تسير فوق هام التاريخ ليجعل لنفسه منها تاجا يتباهى به عبر الزمن، أو يتخّذ منها منارة يستهدي بها كلّ أولئك الّذين ضلّوا الطريق وطوتهم المتاهات.

الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- يسير بخطىً ثابتة ولا ينظر إلى الخلف، تماما كالزمن الّذي يخترق هذا الكون فيترك أثره في كلّ زاوية، وتبقى بصمته دامغة في جوانبه وجنباته.      يسير- صلّى الله عليه وسلّم – ويصحبه الصدّيق رضي الّله عنه، في رحلة قد انتهت أحداثها، لكنّ معانيها ما زالت تتردّد بين الورى، وعلى صفحات الكتب، لينهل منها كلٌ بقدْر فهمه وإدراكه، وبحسب علمه ومعرفته.

من قلب مكّة قد علا محمّد                     قاد الأنام، فبان الفجر الأمجدُ

           وتربّع  فوق  الدنى  قرآنه                      ساق  به  كلّ  الخليقة  أحمدُ

           رسول الله قد خرجت كارها                    يطويك الليل والظلام سرمدُ

ترعاك عين الله في خطواتك                   معك الصدّيق هو الوفيّ المرشدُ

خطّت خطاك في الزمان مسيرها                 تاريخ أحمد في السماء مخلّدُ

أقمت وطنا في المدينة أمّةً                       ساد الأمان، وكذا العزّ مسوّدُ

أنت السراج للهداية موردٌ                        وأنت الحقّ على الكفر  مهنّدُ

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل