X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      18/04/2024 |    (توقيت القدس)

الفصل الاول من كتاب : الدرر البهيّة من سيرة الدولة العليّة العثمانيّة. المؤلف : أ.د. ابراهيم حسن أبوجابر

من : قسماوي نت
نشر : 25/10/2014 - 16:47

كتاب : الدرر البهيّة من سيرة الدولة العليّة العثمانيّة.

المؤلف : أ.د. ابراهيم حسن أبوجابر

السنة : 2014م

 

الفصل الاول

 افتراءات على الدولة العليّة العثمانيّة

المبحث الاول

فرية الاستعمار العثماني( التركي) للعالم العربي(1-40)!!

تعرّضت الخلافة العثمانية لسيل من الافتراءات والإهانات، والذم والقدح، وألصقت بها تهم لا عدّ لها ولا حصر، من عربٍ وعجم، عن علم ودراية ومكيدة أو دون ذلك من مقلّدين وناعقين ومثقفين ممن شرّبوا العلمانية وعداء الإسلام في جامعات وكليات ومحافل الغرب ومن يدور في فلكهم.
من المؤسف أن تدوين التاريخ المعاصر لدول الشرق الأوسط -وعلى رأسها تلك الأقاليم التابعة سابقًا لنفوذ الدولة العثمانية- كتبه ودوّنه مختصون ومثقفون متحاملون عليها، لا بل ويحملون أجندة غير إسلامية، كما أشير أعلاه، إما قوميّة شعوبيّة أو ماديّة علمانية، وبهذا لقـّنت الأجيال تاريخ وسيرة خلافة بطريقة مشوّهة وغير أمينة.
إن أبرز ما حاول هؤلاء إثباته -بل تثبيته ودسّه في المناهج الدراسية وفي مادة التاريخ تحديدًا وصف الدولة العثمانية أو الخلافة العثمانية- بالدولة الاستعمارية؛ استعمرت الوطن العربي واحتلته وكانت سببًا في تخلّف البلاد العربية الحاصل حاليًا (على حد زعمهم) على جميع المستويات، وعلى رأس ذلك المستوى الحضاري والعلمي والتكنولوجي.
مصطلح الاستعمار التركي أو العثماني المنتشر استعماله على ألسنة الناس وفي بطون المناهج الدراسيّة، ما هو إلا بضاعة غربيّة أو "ماركة غربية" فاسدة بل مسمومة هدفها تشويه تاريخ الخلافة الإسلامية وسلخ الشعوب العربية عن دينها الاسلامي، سرّ الانتصارات والغلبة والتفوّق على الآخرين وفي طليعتهم الغرب. هذه البضاعة وهذه الماركة سوّقها الغرب العلماني لمثقفين وقيادات ليبرالية وعلمانية عربية، إما مستأجرة الأقلام أو الهيئات، أو من حاقدين على الإسلام ومناهجه من العرب أنفسهم الذين أُقنعوا أو اقتنعوا بأن الخلافة العثمانية -وفي التالي الدين الإسلامي- هما سبب التخلف في الوطن العربي.
إن الدولة العثمانية دولة إسلامية، وما الخلافة العثمانية أيضًا إلا امتداد للخلافة الإسلامية العامة منذ صدر الإسلام، مرورًا بالأموية والعباسية؛ فالدولة العثمانية حنفية المذهب، كانت تحكم به وتقضي على أساسه، وتدل سجلات الدولة نفسها على ذلك ومنها "مجلة الأحكام العدلية" وهو تقنين للتشريع الإسلامي وفق قواعد المذهب الحنفي.

وفي التالي فإن مصطلح الاستعمار التركي ما هو إلا محض افتراء مقصود سُوّق للعرب، فلاكته ألسن بعض

"المثقفين" العلمانيين منهم، ونصارى الشرق. ولإنجاح هذا المشروع ظهرت النعرة القومية "القومية العربية" وأذرعها المختلفة. وقد وضعت في أعلى سلّم أولوياتها طرد الأتراك وسلطتهم عن الأمصار العربية بكل ثمن، وبدعم مباشر وغير مباشر من أسيادهم في لندن وباريس وغيرهما من عواصم أوروبية استعمارية، مقابل مشروع ووعدٍ وهمي اسمه "الدولة العربية"، لم تر النور حتى يومنا هذا؛ وعليه كانت هناك ضرورة لطرح وتسويق مصطلح الاستعمار التركي للوطن العربي لإثارة النعرة القومية في نفوس العرب ورفع شعار يحاربون من أجله، وهذا ما حصل، فقد ارتكبت مجازر في حق الجيش التركي المسلم، وحوصروا وجُوّعوا وسُلبوا أسلحتهم وأمتعتهم وأموالهم، ومات الكثيرون منهم جوعًا وعطشًا وقلّة في جبال وأودية وصحاري الوطن العربي.
طَرَدَ -لا بل كَسَرَ- العربُ الأتراكَ في المشرق بمساندة شركائهم من الغرب على أمل إعلان "الدولة العربية الحرّة"، لكن هذا لم يحصل؛ وهذا يذكّر بالمثل العربي القائل: "صام صام وأفطر على بصلة"؛ فقد ذهب الشعار أعلاه أدراج الرياح، وكان حبرًا على ورق، فلم يجنِ العرب من قتلهم للأتراك المسلمين وممارساتهم الظالمة في حقهم واتهامهم بالمستعمرين للوطن العربي إلا ضياعًا لفلسطين وتقسيم الوطن المتاجر به إلى دويلات قطرية، وإمارات صغيرة مرتبطة بالغرب، لا بل الاستعمار الغربي، الذي كان ولا يزال رابضًا على صدورنا كجلمود صخرٍ يقوى عوده من يوم إلى آخر وبدعم ومساندة من العرب أنفسهم.

إذا كان همّ العرب ومثقفيهم وقادتهم التخلّص من شيء سموه الاستعمار التركي وقتها، فما هو الأفضل لهم،

 

*الدولة العلية العثمانيّة

الاستعمار التركي المزعوم أم الاستعمار الغربي الذي لا يزال يتحكم بالوطن العربي منذ أكثر من 100 عام؛ من أفضل دولة إسلامية تحكم بالشرع رغم ما قد يكون عليها من مآخذ ,أم أنظمة علمانية تناصب الإسلام العداء وتحارب أهله وتسرق مقدرات شعوبه وتمكّن الأعداء منها؟ فعن أي استعمار يتحدثون؟ ألم يحن الوقت للعرب لحذفه وشطبه من كتبهم وعقولهم ونفوسهم بلا رجعة!!

ولنا لقاء في الاسبوع القادم مع الحلقة الثانية من كتاب الدرر البهية ...
 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل