بورغ، الإبن ... بين الوكالة الصهيونية ومؤتمر الجبهة

الصحافي ايتاي زيلغر فقد كتب معلقًا: من المثير المعرفة اذا ما كان ابراهام بورغ سيحصل على مخصصات التقاعد من "الهستدروت الصهيونية"

شارك الكاتب المتدين أفراهام بورغ كمندوب في مؤتمر الجبهة الذي عقد أمس في الناصرة. وفي كلمته قال بورغ أن المجتمع الإسرائيلي يعاني الكثير من التشوهات واصفًا "التطرف القومي" بالمرض الذي يجب استئصاله. وعبّر بورغ عن رفضه القاطع لتركيب قائمة عربية موحدة مدعيًا على أنها تعزز "القومجية" وهو ما يسعى لمحاربته. 

من هو بورغ، الإبن ...

ابراهام بورغ، عمالي الأصل، نشط في صفوف حزب العمل، على الرغم من انه ابن زعيم حزب "المفدال" (الحزب القومي الديني) د. يوسف بورغ. سابقًا شغل بورغ منصب رئيس الكنيست خلال ثماني سنوات كما وشغل ايضًا منصب رئيس الوكالة اليهودية.

عُرف بورغ خلاله نشاطه البرلماني بمواقفه المعتدلة، خاصةً تجاه القضية الفلسطينية، حيث أعتبر حرب حزيران 1967، مع انتصاراتها بالنسبة للجانب الإسرائيلي، لعنة التي تهدد مستقبل الشعب اليهودي. كما ويُعد فكره قريبًا من تيار "ما بعد الصهيونية" الذي يؤمن بأن المشروع الصهيونيّ قد وصل الى منتهاه، محققًا أغراضه التى قام من أجلها، وينبغي أن ينتهي. 

وكان بورغ قد اعتزل السياسية منذ 8 سنوات، وفي مقابلات عدة له أكد على أنه خصص جل وقته للكتابه، حيث أصدر لاحقًا كتابه "حتى ننتصر على هتلر" والذي لاقى رواجًا واسعًا. وذكر بورغ في كتابه على أن "الشعب اليهودي ليس قادرًا أن يكون شعبًا عاديًا" وأنه يعاني من "عقدة" هتلر حتى اليوم وأن "النازية" هي التي تقرر مسار "إسرائيل" القوميّ!

الهجوم على بورغ، الإبن ...

ورغم أفكاره، إلا أنه مشاركته في مؤتمر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كانت مفاجئة وحازت على اهتمام خاص، فلسطينيًا وإسرائيليًا. كما وشغلت العالم الافتراضي الإسرائيلي، خاصةً الصحافيين، الذين هاجموا –بأغلبهم- هذه الخطوة مدعين أن بورغ "يتخلى عن صهيونيته". 

الصحافي المعروف د. يوعاز هندل كتب على صفحته على الفيسبوك معلقًا على الخطوة: لا يوجد ما أقوله فيما يتعلق بانضمام ابراهام بورغ إلى صفوف الجبهة، هو مؤيد لتيار "ما بعد الصهيونية" بكل الأحوال منذ فترة، على الأقل الآن الأمور أكثر وضوحًا. بورغ لا يؤمن بأن إسرائيل دولة قومية لليهود، هو على قناعة على أنها دولة يهودية وديمقراطية، هو ايضًا لا يؤمن بالحركة الصهيونية، وهذا من حقه ولا يجوز أن نفرض عليه ذلك. 

وأضاف: بالمقابل، علينا أن نتنبه لكل العرائض والتوجهات التي يعمل على ايصالها في الآونة الأخيرة للمجتمع الدولي، وعلينا أن نراقب بدقة توجهات مركز "مولاد" الذي يرأسه، اليوم بورغ في نضال مع الفكرة الصهيونية، وهذا مهم الالتفات له.

بدوره قال الإعلامي دان مرغليت معلقًا على التوتير: ابراهام بورغ انضم إلى الجبهة، ماذا هل ترك اولمرت وحيدًا؟ من سيقوم بمسح الغبار الذي تجمّع على عيون ابيه؟ استغرب كيف أستطاع أن يقنعنا كل هذه السنوات بأنه صهيونيّ!

المختص الإعلامي نحميا غرشوني، وهو متدين، علق على الموضوع من باب المشاركة بمؤتمر يوم السبت مستهزءً: ابراهام بورغ غبي؟ شارك بمؤتمر يوم السبت لأن الموضوع يتعلق "بإنقاذ أرواح"!

اما المراسل البرلماني للقناة الأولى الإسرائيلية، دانئيل اوفير، فقال معلقًا بدوره على التوتير: من الوكالة اليهودية إلى الجبهة! رئيس الكنيست والوكالة اليهودية السابق ابراهام بورغ يشارك لأول مرة كمندوب في مجلس الجبهة، والتي تناقش مسألة القائمة العربية الموحدة!

الصحافي ايتمار ايخنر، والذي يكتب في يديعوت أحرونوت علق على الموضوع ايضًا مستهزءً: ابراهام بورغ أنضم للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة! بعد أن قدمت إعلانات لشركة "شاحر" مسوقًا للشوكلاطة لا أتوقع منه الكثير. 

اما الصحافي ايتاي زيلغر فقد كتب معلقًا: من المثير المعرفة اذا ما كان ابراهام بورغ سيحصل على مخصصات التقاعد من "الهستدروت الصهيونية" بعد ما "فتحت عيونه وعرف الحقائق"- على حد تعبيره.