X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/04/2024 |    (توقيت القدس)

الفصل السادس علوم الطيران والفضاء فترة حكم الدولة العليّة العثمانية 18/40

من : قسماوي نت
نشر : 14/02/2015 - 18:24

كتاب : الدرر البهيّة من سيرة الدولة العليّة العثمانيّة.

المؤلف : أ.د. ابراهيم حسن أبوجابر

السنة : 2014م

 

الفصل السادس

علوم الطيران

والفضاء فترة حكم الدولة العليّة  العثمانية 18/40

*****************

العالم التركي

"لاگري حسن چلبي"

رائد أوّل صاروخ إلى الفضاء!!

يعد العالِم العثماني"حسن چلبي" الملقب بـ "لاگري" أو "لاگاري" واضع اللبنة الأولى لعلم الصواريخ الصاعدة للفضاء، وهو أول عثماني وبشري في التاريخ استقل صاروخًا ليصعد به إلى السماء. ففي أثناء الاحتفالات بمناسبة ولادة الأميرة "قايا" بنت السلطان "مراد الرابع" أظهر مهارته الرائعة من خلال طيرانه على ظهر صاروخ، وذلك بحسب ما سجله الرحالة العثماني الشهير "أوليا چلبي" في كتابه الضخم "سياحة نامة"، إذ قام "حسن چلبي" بحشو البارود بوزن 50 أوقية تقريبًا بداخل صاروخ بطول سبع أذرع، ثم ركب هذا الصاروخ وقام أحد مساعديه بإشعال فتيل الصاروخ، حيث نجح بالطيران به إلى أعلى لمسافة معينة، وعندما انتهى بارود الصاروخ، قام بنشر أجنحة كان قد هيأها من قبل حيث نزل على البحر قرب ساحل القصر السلطاني.

وقد كافأه السلطان مراد وأنعم عليه وسجله ضمن صنف "السباهي" في الجيش الإنكشاري. سافر بعد ذلك حسن إلى "القرم" واستقر بها إلى أن توفي هناك.

*"لاگري حسن چلبي" مستقل أول صاروخ إلى الفضاء

يصور "أوليا چلبي" هذه الحادثة في كتابه كما يلي:

"في مساء ولادة بنت السلطان مراد الرابع الأميرة 'قايا'، أقيمت أفراح ذبح أضحية العقيقة، وكان "حسن لاگري" قد اخترع قذيفة ذات سبعة أذرع تحتوي على خمسين أوقية من معجون البارود، وقام من داخل قصر السلطان في  سراي بورنو وأمام السلطان بركوب هذه القذيفة، ثم أشعل معاونوه فتيلة القذيفة، وقبيل طيرانه نحو السماء، خاطب السلطان قائلا له: يا مولاي! استودعك الله، أنا ذاهب للتحدث مع عيسى عليه السلام. ثم انطلق إلى السماء، ثم أشعل القذائف الأخرى التي كانت معه فنشر الأنوار في السماء، وبعد نفاد البارود بدأت القذيفة بالتوجه نحو الأرض، وهنا نشر أجنحة النسر التي كانت معه، ونزل على البحر قرب قصر سنان باشا، ثم أتى إلى حضرة السلطان وقال له مازحًا: 'مولاي! إن عيسى عليه السلام يسلم عليك'، وقد أنعم السلطان عليه بكيس من الذهب كما سجله سباهيا براتب قدره 70 أقجة ".

 والجدير بالذكر تسجيل شهادة العالِم النرويگي Mauritz Roffavik مدير متحف النرويج للطيران في حديث له مع جريدة Weekly World News بتاريخ 15 ديسمبر 1998 والذي قال فيه بأن أول محاولة لرجل للصعود للفضاء لم يكن ذو جنسية روسية أو أمريكية، بل كان رجلًا تركيًا. والذي استقل صاروخ وطار عن سطح الأرض مسافة 900 قدم -أي ما يزيد عن 275 متر تقريبا-. وقد أضاف العالِم النرويجي بأن الصاروخ تكون من جزأين، الجزء الأسفل هو قاعدة تم فيها تركيب 6 صواريخ صغيرة كي ينطلق الصاروخ إلى السماء، أما الجزء الثاني فهو الجزء الذي يُدفع إلى الأعلى بواسطة الصواريخ الستة السابقة.

(32)

العالِم العثماني

 "هزرافن أحمد چلبي", رائد الطيران الشراعي

في عهد السلطان مراد الرابع كان هناك عالم عثماني يدعى "أحمد چلبي" الملقب بـ "هزارفن" (ولد عام 1609 في إسطنبول وتوفى عام 1640 في الجزائر)، قام هذا العالم بمحاولات طيران، وكان عددها في

بادئ الأمر 9 محاولات ولمسافات قصيرة، ونجح في جميعها، وذلك في عام 1636م. وبعد هذه المحاولات الناجحة، أعد العدة للطيران الكبير، وهو الطيران من فوق برج "گلاطة" إلى منطقة "أسكدار"، وبرج "گلاطة" يبلغ طوله حوالي 66 متر، ويقع في القسم الأوروپي من مدينة إسطنبول، أما منطقة "أسكدار" فتقع في القسم الآسيوي من إسطنبول، ويفصل بينهما مضيق البوسفور، ولا تقل المسافة بين البرج ومنطقة أسكدار عن سبعة

 

العالِم العثماني "هزرافن أحمد چلبي" رائد الطيران الشراعي

كيلو مترات.وفي ذلك اليوم المشهود تجمع أهالي إسطنبول على الساحل، وبعد مدة أصبح هناك زحام شديد لم تشهده اسطنبول من قبل، وكان السلطان مراد ومعه الصدر الأعظم -رئيس الوزراء- جالسين في قصر سنان پاشا في "سراي بورنو" يراقبون ما سيحدث والعيون شاخصة نحو قمة برج "گلاطة"، حيث سيقفز منها البطل.

وأخيرًا حانت اللحظة الحاسمة وقفز "أحمد چلبي" من فوق قمة البرج بعد التلفظ بالبسملة تاركًا نفسه للفراغ، وبالأجنحة التي ركبها، طار متوجهًا نحو مضيق البوسفور، وعقدت الدهشة والذهول ألسنتهم وهم يتطلعون إلى هذا المنظر المذهل. طار "أحمد چلبي" من البرج قاطعًا مضيق البوسفور وحط أخيرًا في حي "دوگانجيلار" في منطقة أُسكدار بنجاح متفوقًا على عباس بن فرناس.

إن "أحمد چلبي" بجانب كونه أول عالم حقق خطة طيران، يعد في نفس الوقت رائد الطيران الشراعي في التاريخ؛ لأنه في أثناء طيرانه أخذ في حساباته -كأي طيار في طائرة شراعية- عامل هبوب الريح و إتجاهها، وعلى إثر هذا النجاح المذهل أطلق عليه الشعب اسم "هِزار فن" أي صاحب "ألف فن" أو "ألف علم". وقد أتخذ "أحمد چلبي" في تجربة طيرانه هذه "إسماعيل جوهري" في مدينة "فاراب" في تركستان قدوة له.(33)

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل