تل أبيب:" نوبة الصّرع" ذريعة لتبرئة متهم!

وصلت هذه القضية إلى المحكمة، وانتهت بإصدار قاضي محكمة الصلح في تل أبيب، " شماي بيكر" حكمًا بتبرئة الجندي الجاني من كافة التهم! 

جرتْ أحداث هذه الواقعة الغريبة المخيفة في المجمع التجاري المعروف " ديزنغوف سنتر" في تل أبيب، حين استل جندي إسرائيلي سكينًا صغيرة وطعن طالبًا جامعيًا، ثم سقط ( الجندي) أرضًا وراح يتقيأ، وعندما انحنى أحد حراس المجمع لإسعاف الطالب، قام الجندي بطعنه في فخذه، وولّى هاربًا، فاصطدم بباب زجاجي وفقد وعيه!

ووصلت هذه القضية إلى المحكمة، وانتهت بإصدار قاضي محكمة الصلح في تل أبيب، " شماي بيكر" حكمًا بتبرئة الجندي الجاني من كافة التهم!

فقد تبنى القاضي التقرير الطبي الذي استعان به المحامي الموكل بالدفاع عن المتهم، وملخصه أن الفاعل ( وهو من سكان بلدة سديروت المحاذية لقطاع غزة وعمره 21 عامًا) لم يكن مدركًا وواعيًا لتصرفاته حين طعن الرجلين، لأنه كان تحت تأثير " نوبة صرع" ( ايبيلبسيا") نادرة الحدوث، وتوصيف هذه النوبة في الأدبيات الطبية بأنها " نوبة جزئية مركّبة أو معقدة"!

تصرّف عدواني...

وجاء في تقرير خبراء الطب المقدم للقاضي، أن المصاب بالنوبة المذكورة يكون خلالها تحت تأثير " تماس كهربائي" أو " شحنة كهربائية" في جزء من الدماغ، ما يدفعه للقيام بأعمال وتصرفات عدوانية عنيفة، دون أن يكون مدركًا وواعيًا لذلك، مع الإشارة إلى أن الفحص النفسي الذي أجري للجندي الجاني بعد ارتكابه لفعلته في المجتمع التجاري أظهر أنه لا يعاني من أي اختلال عقلي أو نفسيّ، ورغم ذلك تم تحويله للعلاج القسري الإجباري لمدة شهر ونصف في مستشفى " ابرنانيل" للأمراض النفسية، ومن ثم جرى تحويله إلى التوقيف لمدة مماثلة ( شهر ونصف) في معتقل " أبو كبير" جنوب تل أبيب.

وبعد إطلاق سراحه خضع المتهم لفحوصات للجهاز العصبي (" نيرولوجيا") فتبيّن أنه يعاني من نوبات صَرَع.
وعقب الناطق بلسان الشرطة على قرار التبرئة بالقول أن النية تتجه نحو الاستئناف ضد القرار " وما زلنا ندرس حيثياته وتبريراته من أجل استخلاص العبر اللازمة"- كما قال.