X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      29/03/2024 |    (توقيت القدس)

البروفيسور عبد الرؤوف حجازي : الطفرة الهندية سريعة الإنتشار ولكنها ليست أخطر من سابقاتها

من : قسماوي نت
نشر : 25/06/2021 - 20:07

أثار انتشار ڤيروس الكورونا المتجدد قلق الجمهور في البلاد وقلق المسؤولين في وزارة الصحة وفي الحكومة, الأمر الذي قد يعيد التشديدات الصارمة والإغلاق والحجر الصحي, خاصة مع دخول وتفشي الطفرة الهندية (دلتا) من الڤيروس سريعة الانتشار, حيث تبيّن أنّ 70% من المصابين الجدد بالڤيروس مصابون بهذا النوع وأنّ معظم المصابين هم من طلاب المدارس.

حول هذه الطفرة من الڤيروس وخطرها وأسباب انتشارها السريع وطرق الوقاية أجرينا هذا اللقاء مع البروفيسور عبد الرؤوف حجازي المحاضر والباحث في الجامعة العبرية ومدير مختبرات مستشفى هداسا في القدس.

ما سبب تفشي مرض الكورونا المتجدّد, فخلال طيلة الأسبوع الماضي كان عدد المصابين الجدد 25 شخصاً بينما في الأيام الثلاثة الأخيرة يظهر اكثر من 120 مصاباً كل يوم؟

البروفيسور حجازي: السبب هو الطفرة الهندية المسمّاة "دلتا". فقد ثبت أنّ انتشار عدوى هذه الطفرة أشدّ وأسرع من الطفرات السابقة, البريطانية والبرازيلية والجنوب أفريقية والصينية وغيرها. الطفرة الهندية دخلت الى البلاد عن طريق مطار اللد مع الذين قدموا من خارج البلاد, ويجب ألاّ ننسى أنّ الأولاد والشباب لغاية سن 16 سنة لم يتلقوا التطعيم ومع كون الطفرة الهندية سريعة الانتشار نرى أنّ العدوى انتشرت بسرعة أكثر.

 ما خطورة ذلك؟

البروفيسور حجازي: هذه الفئة العمرية تعادل نسبة ما بين 15 - 20% من عدد السكان وعندما تزداد نسبة العدوى في أوساط شريحة معينة من المجتمع تكون خطورة لانتشار المرض في أوساط الذين تلقوا التطعيم أيضاً, خاصة أنّ هناك ما بين 5 - 10% ممّن تلقوا التطعيم لا يحميهم التطعيم من المرض, وهؤلاء هم أكثر مجموعة قد تصاب بالمرض.

هل يقي التطعيم من الطفرة الهندية؟

البروفيسور حجازي: التطعيم الذي تلقاه 55% من سكان البلاد واقي من هذه الطفرة أيضاً وتبقى نسبة نجاعته بين 90 - 95%.

لماذا كان هناك تأخير في تطعيم الأطفال في سن 12 سنة فما فوق؟

البروفيسور حجازي: قبل حوالي شهر, قالت وزارة الصحة إنّ تطعيم هذه الفئة العمرية من الشبيبة آمن ولكن لم تكن حاجة للعجلة بسبب بعض الإشكاليات حول مضاعفات التطعيم في عضلة القلب, ولاحقاً تبيّن أن المضاعفات في عضلة القلب ليست شائعة ولا تتعدى نسبة واحد من بين كل مئة ألف.. واليوم وبعد أن تطعم أكثر من مليونين من أبناء جيل 12 - 16 في الولايات المتحدة وبعد أن تطعم في البلاد 10% من هذه الفئة لم تظهر مضاعفات تذكر. لذلك ننصح بأن يسارع جميع الأهالي الى تطعيم أولادهم في هذا الجيل بتطعيم فايزر المتوفر في البلاد والذي يحمي من الطفرة الهندية أيضاً.

هل فتح المطار ووقف استخدام الكمامات والإجراءات الوقائية ساهم في عودة تفشي الڤيروس؟

البروفيسور حجازي: الطفرة الهندية دخلت البلاد عن طريق مطار اللد وساهم في ذلك عدم التشديد في فحص الوافدين من الخارج, وكذلك عدم التشديد على الحجر الصحي. فدخول الآلاف الى البلاد من دون فحص كان خطأ. واضح أنه يجب إعادة التشديدات في الفحوصات والإجراءات الوقائية مثل وضع الكمامات في الأماكن المغلقة على الأقل, حتى لو لم يكن هناك إلزاماً من الجهات الحكومية.

 ما مدى خطورة الطفرة الهندية للذين يصابون بها وتظهر عليهم أعراض المرض؟

البروفيسور حجازي: الطفرة الهندية فتّاكة في الهند لأنّ الذين أصيبوا هناك كثيرون, ولكن لم تظهر أي أبحاث تؤكد أن المرض الذي تسببه أصعب وأشد. انتشارها أسرع ولكنها ليست أخطر, وعندما يكون عدد المرضى أكبر يزداد عدد الموتى من بين المصابين.

 ألم يتم إنتاج دواء ناجع لمرض الكورونا؟

البروفيسور حجازي: هناك عدة أدوية تستخدم لعلاج الكورونا والدواء الجديد الذي صادقت عليه مديرية الدواء والغذاء الأمريكية الـ - FDA هو نوع من الأجسام المضادة الذي هو عبارة عن مضادات حيوية, وهو مجموعة من الأجسام المضادة ضد النتوءات والزوائد الموجودة على سطح الڤيروس وقد ثبت أنّه أدّى الى خفض حالات الموت من بين المصابين بالمرض الصعب بنسبة 50%. هذا الدواء يحاكي ويقلّد التطعيم أي أنه يساهم في إنتاج أجسام مضادة للڤيروس.

هل الأجسام المضادة التي تتحدث عنها تم أخذها من أشخاص أصيبوا بالمرض وشفوا؟

البروفيسور حجازي: كلا, فالأجسام المضادة التي أخذت من مرضى تعافوا من المرض لم تثبت نجاعتها. أنا أتحدث عن أجسام مضادة تمت هندستها خصيصاً في المختبر بحيث تمنع الڤيروس من دخول خلايا الجسم وتمنع تكاثره.

في هذه الحالة ومع الانتشار السريع ما هي نصيحتك للجمهور؟

البروفيسور حجازي: درهم وقاية خير من قنطار علاج, أولاً يجب تطعيم جميع الأولاد فوق سن 12 سنة والأمر الثاني الالتزام بوضع الكمامات في الأماكن المغلقة فقد ثبت أنّ هذا الڤيروس ينتشر في الهواء ومن خلال الرذاذ المنطلق من العطس والسعال. كما ثبت أنه لا ينتقل عن طريق الأسطح, وعملية التعقيم كانت زيادة من أجل الحذر. الكمامة قد لا تمنع دخول الڤيروس نفسه ولكن يكفي أنها تمنع دخول رذاذ اللعاب أو الإفرازات المنتشرة في الهواء. التي قد تكون حاملة للڤيروس اذا انتقلت من شخص مصاب, بسبب العطس أو السعال أو أثناء التحدّث أو التقبيل. فإذا نجحنا في حماية أنفسنا وحماية شبابنا وأطفالنا ونجحنا في تقليل نسبة الانتشار نضمن عدم تكوّن طفرة جديدة فلا أحد يضمن ألاًّ تتكون طفرة جديدة لا تتجاوب مع اللقاح القائم اليوم. لذلك مهم جداً منع انتشار الڤيروس لأنه كلما زاد عدد المصابين كلما كانت هناك إمكانية لتطور طفرات جديدة وقد تكون خطيرة أكثر.

ماذا عن الأطفال في سن ما دون 12 سنة؟

البروفيسور حجازي: لغاية الآن يجرون التجارب على هذه الشريحة العمرية, وآمل أن تظهر الأبحاث أن التطعيم آمن بالنسبة إليهم أيضاً وحتى ذلك الحين يجب اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحمايتهم.

هل تطعيم المرأة الحامل يقي الجنين من الڤيروس؟

البروفيسور حجازي: لغاية جيل 6 أشهر بعد الولادة لأن الأجسام المضادة التي تنتقل من الأم الى مولودها تستمر معه لغاية ستة أشهر.

لماذا تحصل الطفرات في الڤيروس؟

البروفيسور حجازي: الطفرات هي عبارة عن آلية طبيعية في الطبيعة. الڤيروسات تحصل فيها دائماً أخطاء في نسخ المادة الوراثية الـ - RNA, وكل خطأ يؤدي الى طفرة وقسم كبير من الطفرات تؤدي الى أن يكون الڤيروس أضعف وقسم ضئيل جداً تجعله أقوى وأكثر فتكاً. كما أنّ الطفرات تحصل لدى كل كائن حي وبضمن ذلك نحن البشر ولكن لأن جسمنا مركب أكثر فإنّ معظم الطفرات يتغلب عليها جسمنا وما لم يتغلب عليها تؤدي الى السرطان أو أمراض وعاهات خلقية مولودة. فلو كان نظام تناسخ المواد الوراثية يتم بشكل تام وسليم وبدون خطأ لما حصل تطوّر. فالتطّور يحصل من مثل هذه الأخطاء.

هل قد تحصل طفرات لدى ڤيروس الكورونا تؤدي الى أن تجعله غير فتّاك وغير مسبب للمرض؟

البروفيسور حجازي: نعم, فمعظم الطفرات تؤدي الى إضعاف الڤيروسات والى جعلها غير فتاكة, وعلى هذا الأساس انتهت كثير من الجائحات في التاريخ لأن الطفرات أدّت الى ظهور ڤيروسات غير فتّاكة بل وغير ضارة للبشر, ولكن الخطر هو حصول العكس أي ظهور ڤيروس أكثر خطراً.

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل