X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      17/04/2024 |    (توقيت القدس)

د. محمد حمد سعيد: متلازمة ما بعد الكورونا تؤدي الى تدهور وانهيار عدد من أجهزة الجسم وحتى الوفاة

من : قسماوي نت - المصدر : الصنارة
نشر : 15/10/2021 - 16:30

حالة من القلق والخوف تنتاب الأهالي بعد وفاة الفتى عدن جمال فيومي (16 عاماً) من جلجولية, يوم السبت الماضي,متأثراً بإصابته بمتلازمة ما بعد الكورونا بعد أن تدهورت حالته الصحية بسرعة وفارق الحياة، وبسبب خضوع طفلة ابنة ستة أشهر من أم الفحم للعلاج المكثف ووصلها بجهاز إيكمو.

حول متلازمة PIMS (متلازمة ما بعد الكورونا) وأعراضها وأي الفئا ت العمرية موجودة في دائرة الخطر والتشخيص والعلاج أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور محمد حمد سعيد مدير وحدة مفاصل الأطفال ، نائب مدير قسم الأطفال في مستشفى الكرمل ومستشار لمفاصل الأطفال بقسم الأطفال في المستشفى الفرنسي في الناصرة.

ما هي متلازمة ما بعد الكورونا المعروفة بمتلازمة  PIMS ؟

د. حمد سعيد: لنتحدث أوّلاً عن مرض الكورونا لدى الأطفال بشكل خاص قبل أن نصل الى متلازمة ما بعد الكورونا. فمرض الكورونا عند الأطفال أسهل منه عند الكبار ولكن الأرقام والمعطيات تشير الى أن انتشار وباء الكورونا عند الأطفال قياساً مع باقي السكان آخذ بالازدياد والسبب هو لأنّ معظم السكان البالغين اليوم تلقوا التطعيم وبذلك تقل نسبة البالغين الذين يصابون بالعدوى, ومن جهة أخرى فإن فتح المدارس ومختلف الأطر والفعاليات زاد الاحتكاك والاختلاط بين الأطفال وهكذا بدأت نسبة الأطفال الذين يصابون بالعدوى تزداد..

ما نسبة الأطفال من بين المصابين بالكورونا ؟

د. حمد سعيد: 40% من الذين أصيبوا بالكورونا في البلاد هم أطفال وفتيان لغاية جيل 19 عاماً, ما يعني أنّ أكثر من نصف مليون طفل وأبناء شبيبة مرضوا بالكورونا. معظم الأولاد الذين يصابون بالكورونا تكون إصابتهم بدون أعراض وحوالي 50% من الأولاد المصابين بالكورونا لا يشعرون بالمرة والآخرون تكون الأعراض لديهم سهلة بشكل عام وتظهر على شكل ارتفاع بدرجة الحرارة وسعال وضعف ووجع رأس ونزلة وأوجاع في الحلق ووجع بطن وإسهال وتقيّؤ وبعضهم يفقد حاسة الشم أو حاسة الذوق. أغلب الأطفال المصابين يُشفون من المرض خلال بضعة أيام لغاية أسبوعين, وعملياً هذه هي المرحلة الأولى لمرضى الكورونا عند الأطفال والتي تعتبر مرحلة سهلة, ما عدا نسبة قليلة من الأطفال الذين قد يكون المرض لديهم صعباً, وهؤلاء هم أطفال مع خلفية مرضية وقد تكون مرحلة الإصابة بالڤيروس لديهم, أي المرحلة الأولى صعبة وللأسف جزء من هؤلاء الأطفال يصلون الى المستشفى وفي الدولة وصل 170 طفلاً الى المستشفيات وتعالجوا بحالات صعبة بسبب مرض الكورونا نفسه و 17% منهم توفوا من الكورونا وهنا يجب أن نذكر أن جميع هؤلاء الأطفال الـ - 170 كان لديهم خلفية مرضية صعبة. وعادة الأطفال الذين ليس لديهم خلفية مرضية يجتازون المرض بسهولة والحديث يدور عن المرحلة الأولى.

هل كان هؤلاء الأطفال الـ - 170 مطعمين؟

د. حمد سعيد: نحن نتحدث عن مجموعة عمرية لم تتلقى التطعيم فمعظم الأطفال غير متطعمين, ومجموعة الأطفال التي تطعم جزء منها هي مجموعة الفتيان ما فوق جيل 12 سنة.

وما هي المرحلة الثانية للمرض؟

د. حمد سعيد: المرحلة الثانية التي غالباً لا تكون لدى الأطفال هي المرحلة التي يصل فيها الڤيروس الى الرئتين وبسبب مشاكل في الرئتين وفي الجهاز التنفسي بشكل عام, وهذه هي المرحلة التي يصل فيها البالغون المرضى الى المستشفيات وبعضهم يتم وصلهم بجهاز التنفس ويتم تنويمهم ودعمهم بالأكسجين والتنفس الاصطناعي لدرجة أن الجسم كله قد يتدهور ويصلون الى مرحلة ربطهم بجهاز "إكمو". هذه المرحلة, تقريباً, غير موجودة لدى الأطفال.

وهل مرحلة ما بعد الكورونا هي المرحلة الثالثة بالترتيب الذي تتحدث عنه؟

د. حمد سعيد: المرحلة الثالثة هي مرحلة مُقلقة بالفعل ومنتشرة لدى الأطفال والتي فيها قد نواجه الظاهرة التي تسمى PIMS والتي تعني متلازمة ما بعد الكورونا وهي اختصار للكلمات Pediatric Inflamatory Multisystem Syndrom وتعني: متلازمة التهاب متعددة الأجهزة لدى الأطفال. فجهاز المناعة الذي هدفه محاربة الڤيروسات والجراثيم والذي حارب ڤيروس الكورونا بطريقة أو بأخرى والتي قد تكون سهلة جداً لدرجة أن الطفل المصاب لم يشعر بشيء, ونفس جهاز المناعة الذي حارب ڤيروس الكورونا يصحو ويسبب التهاباً لنفسه. أي بعد أن حارب الڤيروس يسبب بعد فترة معينة عملية التهابية صاخبة لأجهزة الجسم نفسه.  أي أنه يُحدث عاصفة التهابية وهذه هي المرحلة الثالثة التي تسمى PIMS.

ما هو مدى انتشار هذه الظاهرة؟ وفي أي جيل؟

د. حمد سعيد: هذه الظاهرة تظهر لدى أقل من 1% من الأطفال الذين سبق لهم وأصيبوا بالكورونا, وقد تحصل لأي جيل وغالباً ما تحصل لدى الأطفال في سن 6 سنوات لغاية 19 عاماً.

هل تصيب الكبار أيضاً؟

د. حمد سعيد: نعم ممكن ولكن بنسب قليلة جداً أقل بكثير من الأطفال. وكما ظهر في التسمية Pediatric تعني أطفال, ولكن قد تظهر لدى الكبار أيضاً.

ما الذي تُحدثه هذه المتلازمة في الجسم ؟

د. حمد سعيد: كما ذكرت, هذه الظاهرة قد تُحدث بلبلة لجهاز المناعة نفسه وتحصل لدى أقل من 1% من الأطفال الذين أصيبوا بالكورونا وذلك بعد أسبوعين لغاية ستة أسابيع من المرض نفسه.

ما هي أعراضها؟

د. حمد سعيد: الأعراض تظهر في الكثير من أجهزة الجسم ولكن اكثر الأعراض التي يجب أن ننتبه إليها لدى الأطفال الذين مرضوا بالكورونا بشكل خاص (ولدى كل طفل آخر لأن بعض الأطفال الذين مرضوا بالكورونا لا يشعرون بشيء) والتي قد تظهر كلها أو بعضها: حرارة مرتفعة فوق 38 درجة مئوية, مع طفح جلدي, احمرار بالعينين الذي يبدو كأنه التهاب بالعينين, جفاف واحمرار في الفم والشفتين, أوجاع بطن, تقيّؤ وإسهال.ولكن الأهم من هذا كله هو الأمر الذي لا نستطيع تشخيصه إلاّ بعد إجراء الفحص المطلوب, وهو أنّ هذه الظاهرة قد تؤثر على أعضاء داخلية وأهمها القلب, حيث قد تسبب متلازمة PIMS  التهاباً بعضلة القلب والتهاباً بغشاء القلب وأضراراً بصمامات القلب لدرجة التسبب بانهيار في عدة أجهزة في الجسم اذا لم يتم تشخيصها ومعالجتها بالوقت.

والتي قد تنتهي بالوفاة كما حصل مع الفتى عدن من جلجولية؟

د. حمد سعيد: لا أريد التطرق الى ما حدث مع هذا الفتى لأنني لم أكن هناك. وأهم ما في الأمر أنّه اذا لم يتم تشخيص ومعالجة هذه الظاهرة بالوقت قد تؤدي الى انهيار في عدة أجهزة في الجسم وخصوصاً التسبب بالضرر  الجدي للقلب الذي قد يكون بالعضلة أو الغشاء أو الصمامات..

هل هناك إمكانية أن تظهر هذه المتلازمة بعد أن شفي الطفل من الكورونا بثلاثة أشهر مثلاً؟

د. حمد سعيد: كلا .إذ يكون قد خرج من دائرة الخطر فالفترة الأساسية التي قد تظهر فيها هي بعد أسبوعين لغاية 6 أسابيع من بعد الإصابة بالكورونا, ولكن دائماً هناك إمكانية لحالات استثنائية كأن تظهر لدى طفل بعد إصابته بالكورونا بأسبوع أو بعد شفائه بثلاثة أشهر, ولكنها نادرة.

ما هي وسائل الحذر المطلوبة؟

د. حمد سعيد: هذه الظاهرة التي يهاجم فيها  جهاز المناعة نفسه توجب علينا ،كأهال وكأطباء وكمؤسسات وكمجتمع، أن نكون واعين بما فيه الكفاية لمدى خطورتها وفي حال وجود أي شكوك يجب عرض الطفل على طبيب الأطفال فوراً وإذا كانت هناك حاجة يجب اجراء فحوصات الدم المطلوبة . ولدى فحوصات الدم من المهم أن نذكر أنّ هناك علامات التهاب عالية جداً, ويكون هناك في مرات كثيرة خلل في إنزيمات القلب, فإذا بيّنت الفحوصات أنّ إنزيمات القلب (مثل تروپونين و CPK) عالية فهذا يعني أنّ ضرراً معيناً لحق بالقلب. وفي حالات معينة يجب الوصول الى المستشفى لإجراء فحوصات دم وفحص أولتراساوند للقلب( EKO ) فجزء كبير من الأطفال المصابين يتبيّن أنّ عضلة القلب لديهم لا تعمل كما يجب وقد تكون ضعيفة.

ما هو العلاج لهذه الظاهرة؟

د. حمد سعيد: بداية, التشخيص مهم جداً ومهم أن نكون واعين جداً لهذه الظاهرة فإذا تمكّنا من تشخيصها بالوقت فإننا قد ننقذ حياة إنسان, واذا تأخرنا فإن الوضع قد يتطوّر الى الأسوأ لدرجة أن يصل الطفل المصاب الى انهيار في عدة أجهزة في جسمه والى حاجة للتنفس الاصطناعي والى جهاز إيكمو وقد تتسبب الظاهرة بالوفاة. 

هل صادفتك حالات كهذه في القسم؟

د. حمد سعيد: كان لدي في قسم الأطفال في مستشفى الكرمل أكثر من 15 ظاهرة PIMS, التي شخصناها في مستشفى الكرمل بينهم وصلت طفلة واحدة فقط الى العلاج المكثف, وهذا بفضل الوعي واليقظة والتشخيص المبكر.

بعد التشخيص ما هو العلاج؟

د. حمد سعيد: العلاج يتعلق بمدى صعوبة وضع المريض, فقد يكون العلاج فقط بواسطة الستيروئيدات وفي بعض المرات  تكون حاجة لعلاج بدواء يسمى I.V.I.G وهو عبارة عن مضادات حيوية تعطى عن طريق الوريد. وجزء من الأطفال الذين يكونون بحالة صعبة تتم معالجتهم في قسم العلاج المكثف بأدوية تحافظ على ضغط الدم وأحياناً يصل بعضهم الى الحاجة الى تنفس اصطناعي وجهاز إيكمو, ومن الأهمية بمكان التشديد على أنّ التشخيص المبكر يضمن علاجاً ناجعاً وناجحاً ويمنع الوصول الى حالة التدهور والانهيار..

ألا يوجد هناك علاج وقائي لهذه الظاهرة, للأطفال الذين أصبحوا معروفين أنهم أصيبوا بالكورونا وشفوا منها؟

د. حمد سعيد: كلا، لا يوجد لأن نسبة ظهور الظاهرة هي 1% فقط ولا يعقل أن نعطي جميع الأطفال الذين مرضوا بالكورونا ستيروئيدات, المطلوب هو تشخيص مبكر وبأسرع وقت, وبذلك نتجنب حصول المضاعفات الصعبة للظاهرة.

هل يبقى تأثير بعيد المدى لدى الأطفال الذين أصيبوا بهذه المتلازمة؟

د. حمد سعيد: أغلب الأطفال الذين أصيبوا بهذه المتلازمة وتم تشخيصهم مبكرا يشفون بسرعة ويعودون لأنفسهم بسرعة فائقة ولا يبقى لديهم أي ضرر بعيد المدى.

هل هناك أهمية لكون جهاز المناعة قوياً أو ضعيفا على حدوث الظاهرة وحدّتها؟

د. حمد سعيد: كلا, فهناك إمكانية لأن تكون الإصابة بڤيروس الكورونا صعبة جداً اذا كان جهاز المناعة ضعيفاً, ولكننا نتحدث عن مرحلة ما بعد الكورونا وعن ظاهرة رد فعل قوي وعاصف لجهاز مناعة قوي والذي يسبب التهاباً للجسم نفسه.

بماذا تنصح الأهالي الذين لديهم أطفال بهذه الشريحة العمرية؟

د. حمد سعيد: المحافظة على تعليمات وزارة الصحة ومحاولة تجنب الإصابة بڤيروس الكورونا, استعمال الكمامات, وعدم الاعتماد على حقيقة أن الكورونا عند الأطفال سهلة لأنها لا تكون صحيحة دائماً ولأن ظواهر ما بعد الكورونا غير متلازمة PIMS قد تكون صعبة . فنسبة 12% من الأطفال الذين اصيبوا بالكورونا يعانون من ظاهرة الضعف والهشاشة وأوجاع المفاصل وغيرها. فالكورونا قد تكون صعبة وخطيرة خلال المرض أو بعد المرض لأيام او أسابيع أو حتى سنين, لذلك علينا تجنب الإصابة بالڤيروس.

كذلك يفضل تطعيم الأطفال الذين يوصى بتطعيمهم وأخيراً يجب أن نكون واعين لظاهرة PIMS لكل من سبق له وأصيب بالكورونا, واذا كانت هناك شكوك وأعراض كالتي ذكرناها يجب التواصل مع طبيب العائلة أو طبيب الأطفال أو حتى الوصول الى المستشفى.

 كطبيب مختص بالمفاصل, هل هذه المتلازمة تسبب التهاباً بالمفاصل؟

د. حمد سعيد: كأطباء مفاصل لا نعالج فقط المفاصل بل نعالج الكثير من الأمراض التي يسبب فيها جهاز المناعة التهاباً لنفسه وجزء من ظواهر مرض الكورونا او مرض ما بعد الكورونا يكون أوجاعاً بالمفاصل. وجميع الأطفال الذين تم تشخيص وجود PIMS لديهم أنا أتابعهم وأعالجهم. (الصنارة)

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نظارة‏‏

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل