
اجتمع في موسكو أطباء العيون من سائر روسيا ليبحثوا التكنولوجيات الحديثة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض العيون. ومن بين المواضيع الخاصة تلك التي تتعلق بمشاكل البصر لدى الأطفال. وقد نجح الاطباء في مدينة سامارا الروسية في علاج أنواع خطيرة من مرض الُسد ( إعتام العدسة). ويستطيع الآن الفتى أندريه فيسنين، الذي لم يكن قبل عام رؤية حتى اشعة الشمس، بسبب فقدانه البصر على اثر اصابته بمرض الفصائل، يستطيع التمييز بين ألاحرف وحتى قراءتها. وقد اضطر فيسنين إلى الانتقال من مدرسة عادية إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بدأ الأطباء والأساتذة تدريسه على أبجدية برايل والتعامل معه في ذلك وإعداده على أنه ضرير. وتسبب الالتهاب الدائم لمحفظة العين لدى الطفل في إعتام العدسة. وصارت أنسجة العين تتحول إلى ندب. ويشعر الأطباء في مثل هذه الظروف بعجزهم عن عمل شيء، اذ يضطرون في معظم الأحيان إلى ازالة العدسة. وتعتبر عملية ازالة العدسة من العين الملتهبة عملية علاجية لأن بروتين العدسة هو عبارة عن جين مضاد يساعد في بقاء الالتهاب. وتقول مديرة قسم الأطفال في مستشفى مدينة سامار أولغا جوكوفا إن ازالة العدسة لا يعيد البصر الجيد الى المريض، ولن يستطع المراهق رؤية النور إلا بعد زرع عدسة اصطناعية. لكن ليس هناك شيء في العين الملتهبة يمكن تركيب العدسة الجديدة عليه لأن الجدار الأمامي لجراب العين رقيق جدا. أما الجدار الخلفي فإنه ملتهب وتغطيه ندب. إلا أن البروفيسور زولوتاريوف كبير الأطباء في مستشفى مدينة سامارا تجرأ على تحويل تلك السلبية إلى إيجابية، اذ قال " إن تلك الندب التي لم تسمح لنا بعمل ثقب مستو في جراب العين استخدمناها بمثابة دعامة خاصة ساعدت في عمل ثقب يقل قطره قليلا عن قطر العدسة الاصطناعية. وغرس الدكتور العدسة الاصطناعية في العين الملتهبة كأنه يدخل زرا في غرزة ثوب. يذكر أن طب العيون لم يشهد لحد الآن عملية زرع عدسة اصطناعية في أنسجة عليها ندب، لأنه كان من المعتقد أن هذه العملية خطيرة إلى درجة كبيرة، لكن العملية الناجحة التي أجريت في سامارا قد غيرت وجهة النظر هذه.
اضف تعقيب