
أظهر استطلاع رأي نشرته القناة 12 الإسرائيلية أن تحالفا بين غادي أيزنكوت الذي انسحب من حزب "المعسكر الرسمي" ورئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق نفتالي بينيت قد يرفع عدد مقاعد حزب بينيت الذي يخطط لتشكيله قبيل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة إلى 32 مقعدا لتصبح القوة الأكبر في الكنيست الإسرائيلي في حال جرت الانتخابات الإسرائيلية اليوم.
ويقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، إن، "أيزنكوت أعلن أنه سيستقيل لأن هناك خلافات شديدة بينه وبين رئيس الحزب لأسباب تتعلق بالمنظومة الحزبية الداخلية ومواقف رئيس الحزب تجاه بعض السياسيات في العلاقة القائمة بين الليكود وهو الحزب الحاكم".
ويتابع، "أيزنكوت لديه قاعدة شعبية وهي تعتبر الأساس لتمدد الحزب وبالتالي هو ينظر أنه يجب أن يكون رئيسا للحزب ولم يأخذ مكانه الطبيعي في الحزب خاصة عند حدوث الأزمات حيث كان يستقل رئيس الحزب غانتس بالموقف".
ماذا لو تحالف أيزنكوت مع بينيت؟
ويقول لطفي للجرمق، "يقال أن هناك حديث بين أيزنكوت وبينيت الذي يعتبر هو المتحدي الأكبر الآن لنتنياهو، فوق كل ذلك، الحرب على إيران ونتائجها رفعت أسهم الليكود بشكل كبير جدا ومساعي ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو وشروع رئيس الدولة هرتسوغ للسعي لإلغاء الحكم ليس إجراء عبثي، كل ذلك أثرت على الوضع".
ويتابع، "هناك 3 مسارات لأيزنكوت، الأول هو التنحي عن الحياة السياسية لأن شخصيته العسكرية في سياق الأخلاق العسكري والسياسي لا يمكن أن تعيش مع رئيس حزبه أو رؤساء الأحزاب الثانية".
ويردف، "الأمر الثاني، عُرض عليه عدة خيارات سابقا، وأن يكون شريكا في حزب نفتالي بينيت أو لابيد ولكن التراجع في الأحزاب السياسية الإسرائيلية تدفع أيزنكوت للتفكير عميقا في جدوى الفعل السياسي، في ظل ذهاب المجتمع الإسرائيلي نحو يمين متشدد وليس يمين مركزي".
ويوضح، أن، "السيناريو الآخر الذي سيذهب إليه أيزنكوت هو أن يكون شريكا في حزب نفتالي بينيت على وجه الخصوص والرهان على بينيت لسببين، لأن له قواعد عريضة جدا في التيار الديني الصهيوني وله قواعد عريضة في التيار اليميني".
ويقول، "يمكن أن نقول الآن أن الحدث المركزي السياسي في إسرائيل يقع بين اليمين المتشدد من جماعة بن غفير وبعض قيادات الليكود وبين اليمين المفرط مع أمثال أيزنكوت وحتى رئيس حزبه الذي شغل رئيسا طويلا قائدا للجيش الإسرائيلي".
ويضيف، "أيزنكوت يشكل حالة مركزية، وأحد نقاط قوته أنه فقد ابنه وابن شقيقه وقريبه في الحرب على غزة بالتالي هو من الشخصيات السياسية الوحيدة في إسرائيل التي دفعت ثمنا يعتبر في إسرائيل باهظا".
ويقول لطفي، "معروف عن أيزنكوت أنه يبتعد عن الأضواء بشكل كبير جدا، في السياسات الإسرائيلية هناك تأثيرين على الشخصيات السياسية هناك تأثير للعائلة وهذا لا يكتب عنه في الإعلام والتحليلات السياسية ولكن يلحظه المتابع بتتبع الإجراءات العامة والحديث العام الذي لا يعتبرون أن له قيمة ولكن يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي والتعليق على بعض المقالات".
"لأيزنكوت علاقة عميقة جدا بعائلته ومقتل ابنه وابن شقيقته وقريبه في الحرب، قد يدفعه للعزلة السياسية التامة وهذه إحدى السيناريوهات".
هل ممكن أن ينافس أيزنكوت نتنياهو على رئاسة الحكومة؟
ويوضح الباحث صالح لطفي للجرمقأن، "السؤال هل سيكون أيزنكوت رأسا في حال تحالف مع بينيت أو لابيد، إذا كان أيزنكوت رأسا لتحالف ما فإمكانية أن ينافس نتنياهو واردة، ولكنه يعلم دهاليز العمل السياسي، فنتنياهو شخصية مؤثرة جدا في العمل السياسي الإسرائيلي ومن يعتقد أنه يمكن أن يزيح نتنياهو عن الحكم في الانتخابات القادمة مخطئ".
ويقول، "المجتمع الإسرائيلي يميني متشدد، إزاحة نتنياهو عن الحكم تحتاج لشخصية ذكية سياسية كبيرة، وحتى الآن لا يوجد من يفوق نتنياهو في هذا الأمر".
ويردف، "وارد جدا أنه في حال عُرض على أيزنكوت أن يكون رئيسا في أحد الكتل السياسية عندما تحدث انتخابات داخل الأحزاب وتعلن أنه سيكون رئيسها في حال فوزها فهذا سيكون حل جديد في تاريخ السياسة الإسرائيلية وكل الاحتمالات في المرحلة السياسية القادمة في إسرائيل واردة".
هل يسمح ترامب بالإطاحة بنتنياهو؟
ويتحدث لطفي عن أن، "نتنياهو في زيارته المقبلة للولايات المتحدة سيعمل على قطف ثمار العمل الوظيفي الذي قام به وحكومته في السنوات الأخيرة سواء ما يتعلق بلبنان وسوريا وغزة وإيران في سياق الحفاظ على الوطن والجبهة الداخلية والقومية اليهودية، ولكن هذا في سياق عمل شرق أوسطي متكامل ولا أتوقع أن شخص مثل ترامب سيسمح في السياسة الإسرائيلية أن يتم استبدال نتنياهو بشخص آخر إلا إذا كان هناك توافقا كبير جدا بين الجبهة الخارجية اليهودية في العالم وبالذات اللوبيات الصهيونية اليمينية المختلفة في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من أحزاب إسرائيلية في البلاد".
اضف تعقيب