قالت حنين زعبي خلال مؤتمر للإعلان عن ترشحها اليوم في فندق سانت جبريئيل في الناصرة: "أنا حنين زعبي ابنة الناصرة، ترعرعت في احيائها وولدت في جبل الدولة، وعشت طفولتي أيضا في الحي الشرقي واليوم في أسكن حي اسبنيولي، يعني انا ابنة شوارع الناصرة ولعبت في حضاناتها ودرست في مدارسها واكتسبت وعيي، وعلمتني الناصر بشكل لا يقبل التراجع أن الوطن هو الانسان وأنا مدينة لها بشخصيتي وبحبي للمدن الجمالية. فالناصرة هي أكبر مدينة عربية، ومحيطها عاملها كعاصمة الجليل وهي فعلا عاصمة الفلسطينيين في الداخل".
وتابعت ابنة الناصرة، قائلة خلال المؤتمر الصحفي: "الناصرة في ضائقة بسبب العنف ومسطحات البناء والأزواج الشابة إذ هنالك أكثر من 4 آلاف منزل في الناصرة غير مربوط في الكهرباء، كما أن الأحياء الجديدة يخطط لها دون مشاركة السكان ودون التخطيط لصيانة حي عام".
أعلن عن ترشيح نفسي
وأشارت حنين زعبي بالقول: "كل القرى والمدن تعاني من مشاكل ولكن الناصرة تعاني من أزمة، والإدارة الحالية لم تقدم حلولا لمشكلة العنف والخاوة، ولا تصريحات بعد تقارير تشير الى أن الفقر والبطالة في الناصرة من الأعلى في البلاد. النهج القائم في إدارة بلدية الناصرة بالإضافة الى سياسة عنصرية اسرائيلية أوصلتنا الى هذه الدرجة من الأزمة، لذلك أعلن عن ترشحي لرئاسة بلدية الناصرة لأن هذا مصير شعبي ومصير البلد".
سنقف بوجه الطائفية
وشدد حنين زعبي المرشحة لرئاسة بلدية الناصرة بالقول: "يخاطبوننا بالخطابات الطائفية ولكن هذا الخطاب لا يقدر على هذه المدينة. الانسان لا يولد طائفيا بل يصنع طائفيا وهنالك منتفعين من الخطاب الطائفي، ومن يريد الإصطياد في المياه العكرة وتسميم البلدة في الخطابات الطائفية سيجد ادارة مسؤولة تقف بوجهه كان من كان". ونوهت: "لن أستقيل من الكنيست وبعد النتائج سأفحص ما اذا أردت أن أكون رئيسة بلدية أو عضو كنيست بحيث قمنا بالعديد من الإستطلاعات والتي دلت على أن حنين زعبي هي الوحيدة القادرة على التغيير"
كلمة حنين زعبي
وعمم مكتب النائبة زعبي الكلمة التي ألقتها ونصها كالتالي: "أنا حنين زعبي ابنة الناصرة، عشت أحياءها ولدت في جبل الدولة، أعيش الآن في حارة إسبانيولي، تعلمت في حضانة الروم، وفي مدرسة المطران، عشت طفولتي في السوق وفي الحارة الشرقية ... أنا ابنة شوارعها، ركضت في زواريبها، ولعبت في حضاناتها، ودرست في مدارسها. بها اكتسبت وعيي، وترعرعت على تعددية أجوائها، وهي علمتني بشكل لا يقبل التراجع أن الوطن هو الإنسان. هي التي علمتني أن أحلم، وهي التي أكسبتني التحدي، وأنا مدينة لها بشخصيتي وحتى بحبي للمدن الجبلية. الناصرة أكبر مدينة عربية، يشهد ماضيها على أن محيطها عاملها كعاصمة الجليل، وعاصمة العرب، بالنسبة لنا جميعا كان عليها أن تكون نموذجا مصغرا لوطن افتقدناه.
لكن الناصرة التي أحب في ضائقة:
العنف في ازدياد، الناصرة تقع في أسفل سلم الإحساس بالأمن الشخصي. الناصرة تعاني من أعلى نسب البطالة والفقر، من أضيق مسطحات البناء حتى مقارنة بالقرى والمدن العربية. الأزواج الشابة تهاجر من البلد. المصالح تهاجر من البلد. لا منطقة صناعية ملائمة، ولا مخطط لمنطقة صناعية تفي بالمطلوب. لا رؤية تربوية واضحة ومعلنة لمدارس الناصرة، لا تخطيط بلدي تربوي وتعليمي وثقافي واضح لتعزيز الانتماء للبلد ولوحدة أهله، البنى التحتية تتدهور والازدحام يتفاقم من يوم ليوم. أكثر من 4 آلف بيت غير مربوط بشبكة الكهرباء، الأحياء القديمة تتآكل وتشيخ، دون تطوير ودون اهتمام. الأحياء الجديدة تخطط لتكون أحياء مزدحمة، ويخطط لها دون مشاركة السكان، ودون التخطيط لحيز عام ولصيانة لائقة. كل المدن تعاني من مشاكل، لكن الناصرة تعاني من أزمة، وتحتاج لمشروع إنقاذ.
الإدارة الحالية لم تقدم حلولا، ولم تقدم رؤى للخروج من هذه الضائقات، ولم تعطنا أجوبة لمشكلة المسكن، ولا للعنف، ولا للخاوا، ولا للمواصلات ولا لاكتظاظ الصفوف ولا لغياب الحياة الثقافية ونشاطات الشباب. النهج القائم والإدارة الحالية والقيادة الحالية للبلدية هي التي أوصلتنا إلى هذه الدرجة من الأزمة، ثم وقفت معنا تتفرج، وتستمر في اجترار نفس الخطاب ونفس الوعود وتستمر في اللا عمل. من يعامل البلدية كغنيمة وليس كمسؤولية يأبى أن يفسح مجالا لهذه البلدة، التي تختنق بركودها، أن تتنفس هواء طبيعيا...
عودة تلك الإدارة تعني الغوص في انعدام الأفق، وتعميق إحباط الناس، وأن ما سيكون سيكون أسوأ من القائم. نحن لا نقبل باستمرار الوضع القائم، الأغلبية الساحقة من البلد تريد، وبحق تريد التغيير. بناء على ما تقدم ولأنني على ثقة بأني قادرة على إحداث التغيير المنشود، أعلن ترشُحي لرئاسة بلدية الناصرة.
أنطلق بهذا من مصلحة البلد ومن احتياجات الناس، انطلق من رفض فكرة أن الانتخابات المحلية هي "لعبة وسخة"، لا تجذب سوى المنتفعين، أو متحكمي النفوذ او المقامرين بمصير البلد، انطلق من قناعاتي، بأن علينا أن نؤمن بأننا نستحق ، و علينا أن نؤمن بأننا نستطيع...
انطلق من قناعاتي، بأنني أستطيع.
يخوفوننا من خطاب الطائفية:
لكنني أعلم أن هذا الخطاب ليس قدر هذا البلد، كما أنها ليست خياره الطبيعي، والإنسان لا يولد طائفي، بل يصنع طائفيا، هنالك صناعة للطائفية، من قبل أولئك المستفيدين منها. إذا آمنا أننا لن نعود لفيلم الطائفية القديم، وأنه ليس خيار الناس الطبيعي، بل إنه مجرد خطاب يحاولون أن يخيفونا به ومنه، نستطيع أن ندحره ونهمشه ونصفيه من وجدان الناس وعقولها.
ومن يريد الإصطياد في المياه العكرة وتسميم الأجواء سأكون أول من يتصدى له، من يريد أن يسمم البلد بخطاب طائفي أو ان يلعب بالورقة الطائفية، سيجد أمامه قيادة جريئة، غير عاجزة وغير متأتئة، يخيفوننا من رؤوس الأموال، نحن لسنا ضد المستثمرين، ولسنا ضد رؤوس الأموال، بل نريدهم في بلدنا، لكي يستثمروا فيه، وليس لكي يستغلوه... وسأقف أيضا بالمرصاد لمن سيحاول اعتبار البلد مزرعته الخاصة... ولمن يسرق من أموال الناس لكي يكسب لحسابه الخاص.
أنا أريد للناصرة، أن تعلمنا، حتى في لحظات ضعفها، أن السياسة هي احترام الإنسان، واحترام الذات، واحترام الجماعة، واحترام الحقوق، واحترام الإرادة واحترام الكرامة ...احترام البلد واهل البلد! وسأصر وأنا مزروعة فيها ألا اختار الطرق السهلة لمجرد انها سهلة، ، وألا أتردد في اختيار المسار الصعب حين يكون هو الدرب الصحيح.
لكن، ليس بالتحدي وحده يحيى الإنسان، بل بالرؤية أيضا، وباستعمال الأدوات الصحيحة لكل معركة... وللمعارك المختلفة أدواتها المختلفة... لكنني لا أدخل هذه الانتخابات بأدواتها التقليدية، لا أدخلها كما يدخلها آخرون ...
لا أدخلها بوعود تخفيضات من الأرنونا لمن لا يستحق،
لا أدخلها بأي وعودات شخصية،
لا أدخلها بخطاب تعصب لفئة معنية...
لا أدخلها بخطاب تخويف من الآخرين،
ولا أدخلها كمرشحة تكرر الآخرين... أنا أطرح معادلة انتخابية أخرى،
أنا ادخلها لكسر معادلة الكراهية والخوف، ولاحلال معادلة البلد للجميع، والبلدية في خدمة البلد، وللمواطن الحق في جودة حياة.
وسأنتصر بهمم لن تدخل لمنفعة، ولن تخرج بغنيمة، سأنتصر، لأننا سنرفض الخطاب الانتخابي الطائفي، الرخيص والمستهتر بعقول الناس وذاكرتهم ومعاناتهم، وبهذه المفاهيم وبهذه الاعتبارات، سنحدث التغيير الحقيقي، ولن ننجح في الانتخابات فقط، بل سننجح في قيادة البلد، وفي إدارة البلدية، سننجح، لأنني لن أكون وحدي، ستكون معي طاقات هذه البلد، وكفاءاتها، الكثيرة وغير المستثمرة، سأحرص أن أشارك المواطنين، الذين لم يسألوا مرة في هذا البلد الحبيب، ماذا يريدون، وكيف يريدون تخطيط حيهم الجديد، وكيف يريدون المحافظة على حيهم القديم...
لأن الباب كان موصودا للآف المواطنين.. لأنني لن أكرر نمط الإدارة الذي كان سائدا في العقود الأخيرة... أنا أؤمن بأن موقع رئيس بلدية الناصرة هو موقع قيادي، وليس فقط إداري من الدرجة الأولى، فنحن نتحدث عن أهم وأعرق بلد في الداخل، فيما بقي لنا، نحن نتحدث عن كنوز مدفونة، والناس جياع، عن سوق قديم هو كنز، كنز للبلد، وكنز لساكنيه، لكن البلد تكاد لا تشعر بهذا الكنز، وساكنيه، من أضعف فئات الناصرة اقتصاديا واجتماعيا...
نحن نتحدث عن بلد تاريخي يعرفه الناس في كل العالم، لكن تاريخه لا يلقي ظلالا، لا على حاضره، ولا على مستقبله، نحن نتحدث عن طاقات، مستنزفة أو غير مستعملة، لا يوجد بلد فقير، توجد سلطة مركزية افقرته وادارة لم تحارب الافقار. لا يوجد بلد لا يحبه أهله، يوجد بلد يتركه أهله لانعدام أفق الحياة فيه، يوجد بلدية لم تحسن إدارة منطقة صناعية ولم تخطط لتطويرها ولم تمنع موتها وهجرة مصالحها...
لا يوجد أحياء لا علاقة ببعضها البعض، يوجد إدارة لا تحرص على تعزيز النسيج الاجتماعي للبلد، وعلى تطوير نواد وحياة ثقافية.
نحن نعرف ان اصل البلاء هو سياسة التمييز. لكن السؤال كيف نواجه التمييز ونناضل ضده. أن المحسوبيات والمهادنة ومسايرة ومهادنة السلطة تعمق التمييز. وانا اقولها بوضوح: لا حلول وسط مع سياسة التمييز، ولن نقبل بان تكون الناصرة ساحة خلفية، لن نقبل ان يستمر التعامل مع الناصرة كقرية. من قلب هذه المدينة العريقة اعلنها باننا سنكون في طليعة النضال ضد التمييز وضد العنصرية وشعارنا: "العنصرية يجب ان تهزم لا ان تهادن". لكن للبلد أهلها الذين يحمونها، والذين سيعيدون الدور القيادي للبلدية، ولمكانة الناصرة. آن الأوان لقيادة شابة، آن الأوان لقيادة جريئة ... الوطنية الحقة هي ان تحب بلدك وتسهر على مصلحته وتدافع عنه وعن مصالحه بلا هوادة، هي أن تحارب التمييز التي تعاني منها الناصرة، لكنها أيضا، أن تحارب غياب الرؤية، وافتقار المهنية، وضعف التخطيط، ورفض مشاركة السكان، والتراجع أمام البلطجيات والخاوا والعصبيات بأنواعها...
أمامنا شهران من العمل المتواصل... دعونا لا نخيب آمال الناصرة... " الى هنا نص الكلمة كما وصلتنا.
اضف تعقيب