X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      18/05/2024 |    (توقيت القدس)

لجنة المتابعة العليا وإرادة الشعب... بقلم: الشيخ رائد صلاح - رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني

من : قسماوي نت
نشر : 28/03/2015 - 12:42

من الجميل أن نسمع الكثير منا يؤكدون مرة بعد مرة أنهم مع "إرادة الشعب" التي تجسدها إرادة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، وأنهم يحترمون هذه الإرادة ويسترشدون بها في خطواتهم السياسية.

نعم! هذا أمر جميل. ولكن الأجمل منه ألا يجري التعامل مع "إرادة الشعب" تعاملًا مزاجيًا، أو متقلبا، أو انتقائيًا، بمعنى أن الذي يريد أن يحترم "إرادة الشعب" وأن يسترشد بها يجب أن يلتزم بذلك، ليس في انتخابات الكنيست فقط؛ بل في كل المطالب المصيرية "لإرادة الشعب"!!

فإذا افترضنا جدلًا أن "إرادة الشعب" تطالب بانتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، فالمطلوب أن نحترم هذه الإرادة، وأن نسترشد بها، وأن نعمل على انتخاب لجنة المتابعة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، تمشيًا مع "إرادة الشعب"، وإلا فلا معنى أن نحترم "إرادة الشعب" مرة، وأن نضرب بها عرض الحائط مرة ثانية. وحتى لا ينتصر كل منا لموقفه باسم "إرادة الشعب"؛ سواء كان موافقًا أو معارضًا لانتخاب لجنة المتابعة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، فأنا أقترح أن نوكل مؤسسة علمية مُحايدة تجري استطلاعا نزيها في الداخل الفلسطيني حول موقف جماهيرنا في الداخل الفلسطيني من مبدأ انتخاب لجنة المتابعة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، فإذا ما أكدت نتيجة هذا الاستطلاع النزيه أن جماهيرنا تطالب بانتخاب مباشر للجنة المتابعة فهذا يعني أن "إرادة الشعب"، التي من المفروض أن نحترمها تطالب بانتخاب مباشر للجنة المتابعة، وهذا يعني أن كل القوى السياسية في الداخل الفلسطيني مطالبة أن تلتزم بهذا المطلب الذي تمثله "إرادة الشعب"، والذي تطالب فيه بانتخاب مباشر للجنة المتابعة، وإلا فإن أخشى ما أخشاه أن يستغل البعض "إرادة الشعب" متى شاء، ومتى رأى أنها تحقق له مصالحه الفردية أو الحزبية، وعندها سيتحول الأمر إلى استغلال معيب "لإرادة الشعب"، وعندها ستتحول "إرادة الشعب" إلى "كرت رابح" في اللعبة السياسية يظهره من يظهره، أو يخفيه من يخفيه عندما يرى متى يحقق له إظهار هذا الكرت أو إخفاؤه مصالحه الفردية أو الحزبية، وإلا بدون هذا الاستطلاع ما أسهل أن يَدَّعي الكثير منا أنه مع انتخاب لجنة المتابعة أو ضد هذا الانتخاب من باب احترام "إرادة الشعب".

ولذلك إذا رفض البعض النتيجة التي سيكشف عنها الاستطلاع النزيه، فإنه يقر بذلك على نفسه أنه من أكثر المستغلين "لإرادة الشعب"، ولذا نحن في حاجة الآن إلى إجراء هذا الاستطلاع النزيه حول انتخاب لجنة المتابعة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني حتى لا يظل البعض منا يَدَّعي أنه مع هذا الانتخاب أو ضده لأنه من "إرادة الشعب"!! 

وكم نحن مطالبون أن نعلم أن جماهيرنا في الداخل الفلسطيني ليست غبية، بل هي جماهير مسيسة في الغالب، ولذلك لن ينطلي عليها أن يتحدث البعض باسمها مرة واحدة كل بضعة أعوام، وأن يهملها أو أن يخالفها في مطالبها وقناعاتها المصيرية خلال هذه الأعوام!! وغني عن البيان أن ما جرى من استطلاعات خلال السنوات الماضية حول انتخاب لجنة المتبعة من كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني أكدت أن جماهيرنا تطالب بإجراء هذه الانتخابات، ولكن بعض القوى السياسية في الداخل الفلسطيني ضربت عرض الحائط بهذا المطلب الجماهيري، ثم راحت تعلن أنها مع "إرادة الشعب" في انتخابات الكنيست فقط !! ولذلك فإن السؤال الذي يُسأل: هل ستواصل هذه القوى السياسية في الداخل الفلسطيني احترام "إرادة الشعب" بعد أن انتهت انتخابات الكنيست، أم أنها تظاهرت لمرة واحدة باحترام "إرادة الشعب" لمرة واحدة فقط لحاجة في نفسها، وهي استدرار عاطفة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني كي تدعمها في صناديق انتخابات الكنيست؟!!

ثم إن البعض من القوى السياسية في الداخل الفلسطيني لا يزال يَدَّعي أنه هو القوة السياسية الأولى في الداخل الفلسطيني، وأن القوة الفلانية الأخرى هي قوة هامشية لا وزن لها عند جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، فلماذا يواصل البعض من القوى السياسية الإصرار على هذه المناكفة السياسية المستهجنة، ولتحتكم جميع القوى السياسية في الداخل الفلسطيني احتكامًا عادلًا وشفافًا إلى إرادة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني، من أجل أن تقرر هذه الجماهير من هي القوة السياسية الأولى في الداخل الفلسطيني، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال الاحتكام إلى هذه الجماهير لانتخاب مباشر للجنة المتابعة العليا، وعندها ستسقط كل الظنون، وستقول الجماهير في الداخل الفلسطيني كلمتها الأخيرة والنزيهة والواضحة، وستحدد من خلالها من هم أعضاء لجنة المتابعة ومن هو رئيسها، وتلقائيًا ستحدد من هي القوة السياسية الأولى في الداخل الفلسطيني.

ولأن انتخابات الكنيست قد انتهت واستقرت النتائج كما هي عليه الآن لذلك سأكتب بعيدًا عن ظنون البعض أنني قد أشوّش عليه حملته الانتخابية للكنيست. نعم! سأكتب وأقول: لقد خاض البعض منا هذه الانتخابات باسم "إرادة الشعب"، ثم شكل قائمة مشتركة (عربية – يهودية)، باسم "إرادة الشعب" وبعيدًا عن مدى مصداقية هذا الاحتجاج بإرادة الشعب، فإذا كان الأمر بهذه النزاهة والشفافية المثالية، فلماذا لا نجري هذا الاستطلاع النزيه باسم الجميع ونحتكم إليه حول موقف "إرادة الشعب" من انتخاب مباشر للجنة المتابعة؟ أليس هذا هو الإنصاف المطلوب الآن؟ ولا أقول فورًا بعد أسبوع أو بعد شهر، بل قد يحتاج الأمر إلى نصف عام أو حتى عام حتى نستجلي حقيقة موقف "إرادة الشعب" من انتخاب لجنة المتابعة. وعندها يوم أن يُوَّضح الاستطلاع النزيه موقف "إرادة الشعب" من هذه الانتخابات للجنة المتابعة فمن الإنصاف أن يحترم الجميع هذا الموقف، وأن يسترشد به، وإلا فقد يكتب عنا التاريخ، وتكتب عنا الأجيال القادمة أننا تلاعبنا بموقف "إرادة الشعب" في قضايانا المصيرية. 

لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل